نوشته شده توسط : علی صیفوری

إقـرأ ، والمجتمـع الأهـوازي

هل القراءة ضمن اولويات الفرد الاهوازي؟ أين محل القراءة من الاسرة الاهوازية؟ هل نعير إهتماما للقراءة والکتاب أصلا؟ هل ثقافة القراءة مترسخة في وجودنا؟ هل الشریحة المتعلّمة وطّنت القراءة في حياتها ؟؟

إقـرأ ، والمجتمـع الأهـوازي(الجـزء الأول)


بقلـم:عبدالله ابو بتول الساري

کلنا نعلم أنّ اول کلمة نزلت من السماء تخاطب الإنسان هي کلمة إقـرأ ، ولذلک عرفت الأمة الإسلامية بأمة إقـرأ . هناک الکثير من الآيات تدعواالإنسان الى التدبّر والتفکر والتأمل ، وکل هذه السمات تحتاج الى مقدمة ، ألا وهي القراءة، إذ دون قراءة هادفة ، لا يمکن خطف ثمار التعّقل والتدبّر والتفکير البتة.
إذا نظرنا الى التاريخ الحضاري ونموه في الاسلام ، نلاحظ أنّه کان مقترناً دائماً بالقراءة وحب العلم والشغف بالمعرفة ، ويعج بکثرة العلماء والباحثين و رواد العلوم بشتى فروعها.
کذلک إذا دققنا في واقع الأمم الراقية ، نجد أنّها اعتمدت في نهوضها التعليم وتيسير سبل التثقيف ، لتتقدّم في جوانب الحياة کافة. ومن جهة ثانية نجد انّ الشعوب المتخلّفة إنما وصِفت بالمتخلّفة لکونها لا تملک بنية معرفيّة صحيحة وتعاني خللاً في أساليب التثقيف. وأيضاً هناک بين افرادها وبين القراءة والکتاب ، حالة من القطيعة والجفاء. وهذه العوامل وحدها تکفي لتخلّف الشعوب وعدم نهوضها لمواکبة العالم الذي يسير دون توقف نحو الأمام والرقي ، لا بل يرکض .
هذا وقد توصل علماء التربية و النفس الى أنّ التخلّف يجعل الإنسان مشغولا بتلبية حاجاته الأساسية من مأکل ومشرب... وإنشغاله هذا ، يجعل رغبته وحسه ضعيفا نحو تلبية حاجاته الثانوية وهى کل ما يحسّن نوعية حياته ويوفر له الهناء ويدفع به في مراقي الوعي والکمال مثل المعرفة والأمن والتقدير والشعور بالتأنق والقراءة المثمرة واصطحاب الکتاب وملازمته...

القراءة أهم وسيلة لإکتساب المعرفة، واکتساب المعرفة أحد أهم شروط التقدم الحضاري ، وبما انّ الإنسان يحتاج التعلم مدى الحياة ولا يعرف حدوداً للتشبّع و الإرتواء المعرفي من جهة، ويواکب عصر انفجار المعرفة من جهة أخرى، فلابد له من القراءة الواسعة والإطلاع المتنوّع. والکتاب هو وسيلة أساسية للتثقيف الجيد حيث يستطيع الإنسان أن يمارس حريته کاملة في إختيار ما يحتاج اليه.
إذن علينا أن لا نبخل بأي جهدٍ لتوطين القراءة في حياتنا الشخصية ، لأنّ المسألة ليست کمالية ولا ترفيهية وإنما هي مسألة مصير.
بعد هذه المقدمة نأتي الى مجتمعنا الاهوازي ونتقصّى القراءة والإحتفاء بالکتاب عند الأفراد ، بدءً بهذه الأسئلة:

هل القراءة ضمن اولويات الفرد الاهوازي؟ أين محل القراءة من الاسرة الاهوازية؟ هل نعير إهتماما للقراءة والکتاب أصلا؟ هل ثقافة القراءة مترسخة في وجودنا؟
هل الشریحة المتعلّمة وطّنت القراءة في حياتها ؟؟
أسئلة طُرحت في الأمس وتُطرح الآن وربما في الغد من قِبَل المهتمين والمتابعين لوضع المجتمع حالا والقلقين لمستقبله.
مع کل الأسف ودون حاجة الى التحقيق والتفحّص نجد إجابة کل الأسئلة المطروحة اعلاه ، سلباً ونفياً . وهذه بحد ذاتها أزمة وکارثة عظيمة تشلّ فکر وثقافة شعبنا الأبي وتستهدف حاله ومستقبله ، تثبطه عن النهوض وتعرقل سيره .
من هذا المنطلق نحاول ولو بشکل عابر أن نتلمّس مواضع القطيعة بين القراءة وبين المجتمع.

الف : الأمّيّة

شيوع وتفشي الأمّيّة الأبجدية وبتبعها الأمّيّة الثقافية والحضارية في المجتمع، جلبت وتجلب لنا الکثير من المشاکل والويلات. هناک الکثيرمن العوائل والأسر تعاني الأمّيّة تلک الأمّيّة التي تميت الکثير من المواهب والطاقات والقدرات الذاتية التي من حقها الحياة والظهور و الإثمار.
مع الأسف نسبة لا يستهان بها من المجتمع لا تعرف القراءة والکتابة ، أي انّها بعيدة کل البعد عن الکتاب وعالمه ورحيق القراءة ونبعها ، کما انّها بمعزل عن المشارکة العلمية والإنتاج الفکري والمعرفي .

ب: الدافع

من المؤسف أنّ أمّة إقرأ تحتاج إلى من يحثها على القراءة ويکشف لها أهميّة القراءة ، وسبب ذلک إن لم نقل کلّه بل جلّه يرجع الى عدم الدوافع الذاتية وانعدام الرغبة والشغف والتلهث للقراءة واصطحاب الکتاب وملازمته من قبل المواطن الأهوازي.

نرى اليوم و الأمس أنّ الکتاب لم يدخل حياة کثير من الناس ولا يحتلّ مساحة من ذهن الفرد وحياته اليوميّة. لانّه طالما منشغل و منهمک بتوفير حاجاته الأساسية کما اسلفنا في مقدمة المقال، نجده اسيرا في قيد الرغبات والدوافع الأساسية ، وقد لا تأذن هذه الدوافع بظهور الدوافع الثانوية عند الفرد وتسخير حيّز نسبي من کنهه وعقله وتعقّله.
إذن لعلنا لا نغالي عندما نقول أنّ السبب الجوهري في انعدام الدافع نحو القراءة لدى الکثير من الأفراد هو التخلّف بذاته. التخلّف الإقتصادي والمعيشي... بؤر تغذي التخلّف الثقافي والعلمي والمعرفي.

ج: تکوين عادة القراءة

القراءة لا تتمتع بأي أهميّة لدى السواد الأعظم من الناس وهذه طامة من نوعها تؤدي الى العزوف عن القراءة والکتاب.
الشريحة المتعلمة من المجتمع ولکونها في فترة الدراسة والتعليم مارست القراءة واحتکت بالکتاب، إلّا أنّها لم تکوّن عادة القراءة والديمومة عليها في جدول اعمالها إلّا نسبة ضئيلة منها. وبما أنّ الإحصائيات غير دقيقة في هذا الموضوع ، لا يعرف نسبة الافراد المداومين على القراءة إلّا الله والراسخون في العلم.
لا ريب أنّ جعل القراءة إحدى مفردات اعمالنا اليومية لن يکون يسيرا ، لانّه يقتضي تغييرا جوهريّا في سلوکياتنا وعاداتنا ويتطلب ذلک قبل کل شيء توفير الأهداف والدوافع لدى الفرد .
إنّ عادة القراءة لن تتکوّن لدى الإنسان إلّا عندما يشعر بشيء من المتعة واللذّة عندما يقرأ . وهذه المتعة واللذّة لم تحصل إلّا إذا کانت القراءة هادفة وعبارة عن نوع من الإکتشاف ونوع من تنمية العقل والفکر ونوع من البحث للقارئ عن ضالته بين سطور الأفکار والرؤى.
إذن إحدى أهم الشروط لتوطين القراءة في الحياة هي تکوين عادة القراءة في حياتنا اليومية ، بل جعلها الأساس والرکن الرکين حتى نحيا بذلک حياة حية لا ميتة .

نهاية الجزء الاول

<-Text2->

:: بازدید از این مطلب : 349
|
امتیاز مطلب : 0
|
تعداد امتیازدهندگان : 0
|
مجموع امتیاز : 0
تاریخ انتشار : دو شنبه 23 آذر 1394 | نظرات ()